دعم المبتكرين ورواد الأعمال

الدكتور بسام الزعبي
 
بين مبتكر لديه براءة اختراع في مجال ما؛ ويبحث عن فرصة دعم لبدء تنفيذ اختراعه على أرض الواقع، وبين رائد أعمال أطلق فكرته وبدأ يعمل عليها فعلياً بشكل متواضع، يبرز سؤال كبير ومهم: من يدعم هؤلاء، ومن يتبناهم على المستوى الرسمي؟؟، في الوقت الذي تسعى فيه الدول لإبراز المتميزين من أبناءها، وتقدم لهم الدعم المادي والمعنوي لرفع إسماء بلدانهم على مستوى عالمي.
يوماً بعد يوم نسمع عن شباب وشابات، ومهندسين ومهندسات، مبدعين ومبدعات في كافة المجالات والقطاعات؛ لديهم براءات اختراع مختلفة في مجالات متعددة، ويبحثون عن داعم حقيقي لتنفيذ اختراعاتهم، كما أن هناك العديد من رواد الأعمال الذين أخذوا القرار وباشروا أعمالهم الفعلية بامكانيات متواضعة، وبدأت تظهر لديهم مؤشرات النجاح، وأصبحت تتفتح لديهم الفرص للتوسع والتميز، ومع ذلك ينقصهم الدعم والمساندة لتسريع التوسع في أعمالهم.
وهناك نطرح فكرة وتساؤل!!؟؟، لماذا لا تبادر الحكومة لتأسيس صندوق لدعم المبتكرين ورواد الأعمال؛ ضمن معايير شفافة وعادلة؟؟، معيارها الأول والأخير قوة الفكرة وامكانية تطبيقها ونجاحها على أرض الواقع، بحيث يرصد لهذا الصندوق (مبدئياً) مبلغ (مليون دينار) في السنة الأولى، ويتم تخصيص فئات دعم مالية محددة وفق أهمية وقوة الفكرة المقدمة للدعم، وقد تتراوح تلك الفئات بين 5 – 25 ألف دينار كمرحلة أولى، بحيث يتم دعم 50 – 100 مشروع سنوياً، ويتم متابعة تلك المشاريع من قِبل مختصين، على أمل الخروج بنجاح نسبة من تلك المشاريع بشكل كبير يحقق عائد مادي معقول لأصحابها، ويمكنهم من توفير فرص عمل في قطاعات مختلفة!!.
الفكرة ليست معقدة، ويمكن تطبيقها بسهولة، وقد تكون المؤسسة الأردنية للمشاريع الاقتصادية (جديكو) مؤهلة وجاهزة لتنفيذ الفكرة دون تكاليف إضافية، وذلك بحكم خبرتها الطويلة والناحجة في دعم الشركات والمصانع الأردنية في العديد من البرامج التي ساهمت في تحقيق قصص نجاح مميزة؛ في مجال الصناعة والخدمات والتصدير والتدريب وغيرها من المجالات التي دعمتها وساهمت بنمو أعمالها بشكل كبير.
نكون سعداء بنجاح شركة ناشئة بسواعد أردنية، ونكون أسعد بنجاح مخترع نفذ اختراعه على أرض الواقع، وأصبحا قدوة لغيرهم، وساهما في تشغيل الأيدي العاملة، وأنطلقا نحو التوسع على مستوى محلي وإقليمي وعالمي.
ولعلنا نسعد ونستمر بسماع أخبار طيبة عن مخترع أردني وصل باختراعه للعالمية، وشركة أردنية ناشئة حققت نجاحات وأصبحت محط اهتمام المستثمرين العالميين، إلى جانب قصص النجاح العديدة السابقة لشباب وشركات أصبحوا مصدر فخر واعتزاز لنا جميعاً، وجذبوا عشرات الملايين من الاستثمارات للأردن، وساهموا في دعم الاقتصاد الوطني، وتشغيل الأردنيين في مجالات التكنولوجيا المختلفة وغيرها.
الحكومة قادرة على تبني الفكرة ودعمها، والتطبيق سهل وبسيط، و(جديكو) قادرة وجاهزة للتنفيذ، والمستقبل واعد ومشرق للشباب الأردني الذي يثبت نفسه حيثما كان حول العالم.
 

09-أيلول-2021 09:27 ص

نبذة عن الكاتب